القاعدة 87. المعاملة الإنسانية.
القاعدة 87. يُعامل المدنيون والأشخاص العاجزون عن القتال معاملة إنسانية.المجلد الثاني، الفصل 32، القسم أ.
تكرّس ممارسة الدول هذه القاعدة كإحدى قواعد القانون الدولي العرفي المنطبقة في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية.
لقد تم إقرار واجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في مدونة ليبر، وإعلان بروكسيل، ودليل أكسفورد، وجرى تقنينه في لوائح لاهاي.
[1] وترد ضرورة المعاملة الإنسانية للمدنيين والأشخاص العاجزين عن القتال في المادة 3 المشتركة في اتفاقيات جنيف، وكذلك في أحكام معيّنة من جميع الاتفاقيات الأربع.
[2] ويُقرّ البروتوكولان الإضافيان الأول والثاني بهذا الواجب كضمانة أساسية.
[3] ويرد واجب المعاملة الإنسانية في العديد من كتيّبات الدليل العسكري.
[4] وقد جرت إعادة التأكيد عليه في سوابق قضائية وطنية ودولية.
[5] وكذلك، يرتكز قانون حقوق الإنسان على مبدأ المعاملة الإنسانية للأشخاص. وعلى الأخص، تشدّد صكوك حقوق الإنسان على ضرورة المعاملة الإنسانية للأشخاص المحرومين من حريتهم واحترام كرامتهم الإنسانية.
[6] وفي تعليقها العام على المادة 4 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، أعلنت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان أنّ المادة 10، والتي تفرض معاملة الأشخاص المحرومين من حريتهم بإنسانية وباحترام للكرامة المتأصلة في الشخص الإنساني، لا يمكن المساس بها، وبالتالي فهي تنطبق في جميع الأوقات.
[7]ليس هناك من توضيح بعبارات لا لبس فيها للمعنى الفعلي "للمعاملة الإنسانية"، في حين تشير بعض النصوص إلى احترام "كرامة" الشخص أو إلى حظر "المعاملة السيئة" في هذا السياق.
[8] ومطلب المعاملة الإنسانية مفهوم مهيمن. ومن المفهوم عموماً أنّ القواعد المفصلة الموجودة في القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان تعبّر عن معنى "المعاملة الإنسانية". وتحوي القواعد الواردة في الفصول 33-39 تطبيقات محددة لمطلب المعاملة الإنسانية لفئات معيّنة من الأشخاص: الجرحى، المرضى والمنكوبين في البحار، الأشخاص المحرومين من حريتهم، الأشخاص النازحين، النساء، الأطفال، كبار السن، المعوقين، والعجزة. مع ذلك، لا تعطي هذه القواعد بالضرورة المعنى الكامل لما تعنيه المعاملة الإنسانية، إذ إنّ هذه الفكرة تتطور مع الزمن تحت تأثير التغيرات في المجتمع. ويظهر هذا، على سبيل المثال، من حقيقة أنّ مطلب المعالة الإنسانية قد جرت الإشارة إليه في الصكوك الدولية منذ منتصف القرن التاسع عشر، ولكنّ القواعد المفصلة التي نجمت عن هذا المطلب تطورت منذ ذلك الحين، ومن الممكن أيضاً أن تتطور أكثر.